مباراة “حواري” تنثر عبق الماضي وتشعل مواقع التواصل
مباراة حواري تجمع ” عتاوية سنابس” و “كواكب القطيف” تنثر عبق الماضي في برامج التواصل وتعود بالذاكرة أربعين عاماً للوراء ..
أسماء رنّانة وأقدام من ذهب سطرت الملاحم الكروية على المستطيل الأخضر لتكون الدافع الأساسي والنواة الأولى لتأسيس ” النور العظيم”
تسجيل المباراة هيج مشاعر المعاصرين واطلق العنان لأقلامهم لتتغنى بذكريات الماضي الجميل بحروف تلامس القلوب ..
حسن دعبل أحد ابطال العتاوية ورجال الزمن الجميل تغنى بالذكريات الندّية مسطراً لوحة أدبية حيث خط معبراً:
(( الفيديو الذي انتشر بالأمس مقتحماً أبواب التواصل اليومي بين الناس، مذكّرهم بأيامٍ خلت، وغابت من ذاكرتهم، وأحاديثهم، وما رمته أعمارهم من أوراق ذبلت بها شجرة بساتينهم.
المباراة ربما عادية في روزنامة تلك الأيام، وعابرة من أوقات يومهم وحركته، وذهبيته الآن بحنينٍ بعيد
الفيديو حمّال أوجه!
حمّال أوجه، بسنوات الأعمار، والأجيال. وحمّال أوجه، بتذكره، وتذكاره، ومن مضى كلٌ إلى غايته، وقدره، وثقلت به السنوات بتقلباتها، وما كُتب على الجبين.
الفيديو لحظة تسجيله، لم يكن بفكرة التوثيق، أو التدوين، ولم يُحفظ كي يُشاهد في لحظةٍ مخاتلة، كما شوهد بالأمس.
المكان في الفيديو سيّد التوثيق بالغياب، والمكان جزء من هوية الفريق الأنيق، بأجساد لاعبيه وهيبة وقفتهم.
تلك هويّة مميزة، غابت!
الأجيال التي كبُرت بعد تلك الأوقات السعيدة، ربما تتساءل بخفوتٍ، عن مُسمى “العتاوية”، ومن صاحب هذا الاسم، وما تعنيه؟
الأجيال التي كبرت في لحظة غيابٍ للمكان وأهله، لا يستهويها رمزية الاسم، ولا يستهويها البحث عن ملعب الكرة ذاك، ولا النخيل التي سيجته غرباً، ولا البحر الذي بعدَ شرقاً من تماس خطوطه.
العتاوية، ملاذ النجوم التي حملت إسمها في تلك الملاعب، والملاذ الأخير لأيامهم الكروية، إن كان هناك توثيق للذاكرة الرياضية، ومن يحمل راية تدوينها. لكن هناك معلق إسمه: مدحت. هو من صبغ الصوت كما هو، لِمن أراد أن يُوثق ويكتب؛ عليه أن يسأل ويتساءل عن الحكواتي مدحت، وعن سرّ ذاكرته، ووصفه، وكأنه إبن الحياة والنادي، والملاعب.
هاهو يقف عند نجومٍ ثلاثة في الوصف، معبود الجماهير كما يصفه بحسيّة المعنى، وسطوة الحضور: حسن الأبيض…!
عبد الله العبندي، صانع ألعاب النادي، بشهادة مدحت مُخلصاً، وحبيب الصفواني من حمل راية الهجوم الأخيرة، وقبل الأفول والغياب. وبقية من صال وجال معهم ولعب من غير إجحاف ونقصان.
كرة القدم الآفلة بحاجة إلى يقظةٍ بحنين، ومبضع. وبحاجة إلى مشاهدة لهذه التحفة النادرة في أيامها الخوالي، وبحاجة إلى رموزٍ تتذكرها في حالة غياباتها.
لكن لحظة التسجيل الحقيقية وتذكارها، من فم لاعبيها، فهي لحظتهم وزمنهم، ومن بقوا معهم لآخر لحظة الغروب.
يا لتلك الأيام، هي ما نردده جميعنا ولو بخفوت ))
ليشيد السكرتير الأول لنادي النور هلال عيسى آل حبيل “أبو صدقي” بالكلمات وبأبطال الزمن الجميل مستحضراً تفاصيل الماضي وأفراحه ، وقفات الرجال، وذكريات التأسيس .. حيث رد على صاحبه كاتباً :
(( ماشاء الله عليك ياحسن دعبل يابو علي قلت الحق و الحقيقة التي لاتنسى ولا تمحى من الذاكرة. لكن هنا أتساءل هل من تكريم لهؤلاء الرجال الذين رفعوا اسم ناديهم في جزيرة تاروت خاصة وفي القطيف عامة؟ كنت سكرتيراً للنادي أيام “هلال الجزيرة ” وحضرت مباراة مميزة في القديح وعدنا بالظفر والفوز حينها وكانوا رجال سنابس معنا من مشجعين و تحديدا من وقف مع النادي ماديا ومعنويا وأيضا شباب النادي من إداريين وغيرهم.
كانت تلك أياماً لاتنسى ولا تمحى من الذاكره وبعد هذه المباراة صمم الجميع على تسجيل النادي رسمياً بعد أن لمسوا حمى المباراه واصداء الفوز ووقوف الجميع مع ناديه(هلال الجزيره) فعقدت إدارة النادي إجتماعاً طارئاً في اليوم الثاني وانضم معنا عدد من اللاعبين المتميزين تشجيعاً لإدارة النادي بحماس قلما نجد نظيره الآن وتم اتخاذ القرار العظيم بأن يذهب وفد من النادي لمقابلة الأمير خالد الفيصل الرئيس العام لرعاية الشباب وقتها إلى الرياض. فتم الإتفاق من مجلس الإداره بأن يتكون الوفد من كلٍ من :(رئيس النادي المرحوم نجم حميد خميس السكرتير هلال عيسى آل احبيل ومن المشرف الرياضي المرحوم محمد حسن العليوات)
وذهبنا فعلا بدعم من نجم في شهر رمضان المبارك والتاريخ مسجل في مذكراتي ووصلنا الرياض في حدود الثامنه صباحا وتوجهنا فورا لمقر رعاية الشباب وانتظرنا قليلاً في مكتب سعادة الأمير وبعدها أطل علينا الأمير بطلته البهيه ودخل مكتبه مسلماً ثم سمح لنا بالدخول واستقبلنا بحفاوةٍ بالغة
خاصةً بعد أن علم أننا من القطيف وتحدثنا معه
بدأ الحديث رئيس النادي ثم سكرتير النادي حيث استفسر مني عن تنظيم الملفات والسجلات وكنت أجيبه تفصيلا ثم اكمل العليوات حيث سأله عن مدى نشاط النادي رياضياً وتحدث معه بإسهاب.
حيّا الأمير فينا ذلك التصميم وتلك العزيمة .
كلمات الأمير كانت نبراساً في قلوبنا حيث وعدنا وأكد على مساعدتنا وأن يكون النادي في إهتماماته شخصياً وعدنا مسرورين فعلاً.
بعد فترة ذهب وفد آخر كما أظن فيهم نجم نفسه وكيدار وغيرهما وتم تسجيل النادي باسم (نادي النور)وكان نجم أول رئيس للنور وكنت أول سكرتير له أيضا وأبو مالك نائبا للرئيس وعبدالله آل احبيل أميناً للصندوق وغيرهم من رجالات البلد الوفية.
كان نادي النور شعلةً مضيئة في سماء جزيرة تاروت بكل أنشطته الرياضيه والاجتماعية والثقافية. ورحم الله الأخ مساعد الأسود الذي أضاء النادي بمحلات ونشراته ومكتبته العامرة..
هكذا كان رجال الأمس ولاعبي الأمس وداعمي النادي من أهالي سنابس حيث دعموه دعما مادياً ومعنوياً ولا أستطيع هنا أن أعدد من وقف مع النادي قيامه وصعوده من اللاعبين والمشجعين والأهالي.
كم من الحفلات أقيمت في النادي ومنها حفل إستقبال عبدالله فرج بعد تسجيل النادي مباشرة ومن ثم زيارة الأمير فيصل إبن فهد للنادي بعد أن أصبح الرئيس العام لرعاية الشباب..تلك أيام وذكريات لم ولن تنس ولم تمح من ذاكرتي وذاكرة شياب سنابس الأوليين))
.
فيديو اللقاء